أعمدة و أقلام: توفيق يديرها واحنا نخلصوها !
المعركة الشرسة بين الكتائب السياسية للقايد صالح وونظيرتها الإعلامية
للجنرال توفيق لا يجب أن يتم اختصارها على نحو معيب يقول لنا أن القايد
صالح تدخل في السياسة!
صباح الخير! منذ متى لم يتدخل العسكر في
سياسة الجزائر! منذ الحكومة المؤقتة والجزائر ملكية حصرية للعسكر إلى يومنا
هذا! ليس القايد صالح أول من تدخل يا شباب.. ليس القايد صالح وحده من
ورطنا مع بوتفليقة!
لقد اختار الجنرال توفيق والعربي بلخير هذا
الرئيس ـ والشهادات موجودة في كتب صادرة في الجزائر ـ والآن يظهر أن
الجنرال “حصل بيه” ولم يعرف كيف يتخلص منه بينما لم يفعل القايد صالح شيئا
سوى أنه اتخذ موقفا سياسيا تعودت على اتخاذه قيادة أركان جيشنا .. الفارق
الوحيد أن القايد قد فعلها علانية ومضى بعيدا فيما تعود رفاقه أن يفعلوه
بصمت.. ومن ثَمَّ فليس مقبولا ممن نظّر لحكم العسكر وأثنى على تدخلهم في
السياسة وعلى تزوير الانتخابات أن يرافع اليوم لصالح عودة الجيش لثكناته
بلغة تذكّرنا بتلك التي استعملت ضد بتشين وبلوصيف ..
بوتفليقة هو
مشكلة الجنرال توفيق.. وقبل أن يتم استعداء الجزائريين ضد معسكر بوتفليقة
فيجب أن يقدم لنا الجنرال توفيق شخصيا الأسباب التي دعته لأن يختار بدلا
منا.. من أعطاه الحق في أن يختار رئيسنا .. من خوّل له أن ينتخب بدلا عنا..
من فوّضه أن يورطنا في هذه الورطة التي يحار فيها العالم.. بلد ثري وشعب
فقير.. شعب متعلم تقوده نخبة جاهلة!
جزء ممن يحاربون قايد صالح
وسعداني اليوم لا يفعلون ذلك إيمانا بالديمقراطية ولا حبا في الشعب وإنما
غضبا على أنهم اختاروا المعسكر الخطأ.. على أن “العسكر” ليسوا في صفهم..
على أن جناح الجنرال توفيق يمر بمرحلة ضعف .. ولو كان قايد صالح قد أدلى
بما أدلى به ضد بوتفليقة كما فعل العماري في ندوته الصحفية الشهيرة قبل
انتخابات 2004 لكانوا أبرز المهللين لهذا التدخل السافر في السياسة!
بعض
هؤلاء تلاميذ العسكر.. رجال العسكر.. موظفون راهنوا على الجواب الخطأ فقط…
وهؤلاء لن يكونوا يوما مناضلين ديمقراطيين.. وإلا كيف يقف ديمقراطي ضد من
يقول بالدولة المدنية!
في المقابل ليس سعداني والقايد صالح مناضلين
ديمقراطيين.. إنهم فقط التتمة المؤسفة لتدخل العسكر في شؤوننا.. هؤلاء تيار
آخر يستولي على البلد ويقوده للكارثة كما تعوّد العسكر.
لن ترتاح
البلاد إلا حينما يصوم العسكر .. كل العسكر عن السياسة.. يتفرغوا لحماية
البلد من أعداء الخارج.. ويكفوا عن السياسة والتجارة.. وقتها يمكن أن ندير
نقاشا ديمقراطيا.. وقتها يمكن للشعب أن يختار.. أما الآن فالبلد تنتقل من
يدٍ لأخرى ومن مرشح عسكري لآخر عسكري ولا أمل في المستقبل لها..
منقول للأمانة
أبوطالب شبوب
مدونة الشباب المحترف.